وعاظ السلاطين
وعاظ السلاطين
يمكن تصنيفه كمزيج من كتاب اجتماعي سياسي تاريخي. يتناول الكتاب في أول فصوله الوعظ الأفلاطوني الذي يدعو إلى اعتناق مثل عليا بعيدة عن الواقع الإجتماعي ما يؤدّي إلى صراع نفسي عند الناس بسبب هذا التناقض، يتجلى في كون العقل الباطن متمسك بأفكار مغايرة تماماً لما يسمعها العقل الظاهر، ما ينتج عنه ازدواجية في الشخصية عندما يحاول الفرد التوفيق بين السماع لنفسه وللواعظ في آن واحد.
ومن ثم ينتقل إلى الحديث عن استقرار هذه الازدواجية في النفس البشرية مع تدعيم ذلك بالأمثلة على الخلفاء وأهل العراق وكذلك تولّي الزعامة. تبعاً ينتقل إلى كيفية إصلاح المجتمع من خلال الوعظ معتبراً الوردي بذلك أن الأخلاق هي نتيجة الظروف الاجتماعية وأن الإصلاح لا يتم من خلال الكلام فقط. في الفصول الباقية يتطرأ الدكتور إلى ما يعانيه السلف الصالح من مشاكل والخلافات على بعض القضايا بينهم وبين الوعاظ. كذلك الحديث عن شخصيات أخرى متناولاً أجزاء ممّا قاموا به، مثل قريش وعلاقتهم بالشعر وعمار بن ياسر وعلي ابن أبي طالب وعثمان مع ما يتخلل ذلك من حديث عن التاريخ الإسلامي، قضية الشيعة والسنة، وطبيعة الشهادة بالإضافة إلى نظريات علم الاجتماع الحديث وتحليلاته للأحداث التاريخية من خلالها.