زوربا اليوناني
زوربا اليوناني
إن الإنسان قلما يحس بالسعادة وهو يمارسها, فإذا ما انتهت سعادته ورجع ببصره إليها أحس فجأة وبشيء من الدهشة في بعض الأحيان بروعة السعادة التي كان ينعم بها .
“ومنذ ذلك الحين لم يكتب لي ثانية، ومن جديد، فصلتنا أحداث رهيبة، وتابع العالم ترنحه كجريح، كرجل سكران، واضمحلت الصداقات والهموم الشخصية. كنت غالباً ما أحدث أصدقائي عن تلك النفس الكبيرة، وكنا نعجب بالمشية المتكبرة الواثقة، فيما رداء العقل، لترك الترجل غير المعتدل. كانت القمم الروحية التي نحتاج إلى سنوات من النضال الشاق لتسلقها، يبلغها زورباً يقفزه واحدة. وكنا نقول آنذاك: “زوربا نفس كبيرة” أو كان يتجاوز هذه القمم فنقول:”زوربا مجنون”. وهكذا كان يمضي الوقت، مسموماً بعذوبة بالذكريات، وكان الظل الأخر، ظل صديقي، يثقل أيضاً علي روحي، ولم يكن يتركني لأنني أنا الذي يريد تركه”.
صديقان وتآلف روحي يجمع بينهما، يتلاقيان رغم المسافات، ويظل أحدهما منشداً للآخر عبر الأثير. في مناخات فلسفية يسترسل “كازانتزاكي” الأديب اليوناني الشهير في سرد أحداث قصة زوربا الذي جسد فلسفة الحياة، التي ترجمها “كازانتراكي” عبارات ومعانٍ شاعرية عكست شاعريته ذات الإلهام الملحمي، كما عكست شموليته الثقافية، لقد عبر الروائي عن نفسه في هذه الرواية، لقد نهل مادته من الأساطير القديمة أو من الفولكلور الحالي لبلاده، فكانت روايته محل إعجاب الجميع دون تمييز، فكانت إحدى الروائع العالمية ولم تزل، ولذا فقد أخرجت في فيلم حمل اسم “زوربا”.