الإنسان وقواه الخفية
الإنسان وقواه الخفية
كلما ازداد عمق إحساس الإنسان بالدهشة، كلما ازداد اتساع فضوله وتطلعه إلى المعرفة والفهم، وازدادت قوة حيويته، وازدادت قوة قبضته على وجوده الخاص. وقد بلغ الإنسان نقطة في ارتقائه أصبح عليه فيها أن يرتقي من الكبير إلى الدقيق وبمعنى آخر لا بد له أن يلتفت إلى الداخل بصورة متزايدة، وهذا يعني أن عليه أن يلتفت إلى المستويات الخفية من وجوده، إلى "الخفي" إلى المعاني والذبذبات التي كانت حتى الآن أكثر دقة من أن يقبض عليها بيديه أو أن يدركها بعقله.
يأتي الكتاب الذي نقلب صفحاته في هذا الإطار حيث يبحث كولن ولسن في القوى الخفية للإنسان وذلك من خلال دراسة في القوة الكامنة التي يملكها البشر للوصول إلى ما وراء الحاضر. وقد قسم كتابه إلى ثلاثة أجزاء. القسم الأول جاء كفصل تمهيدي وضح فيه العلاقة بين القدرة على الخلق وبين الحساسية النفسية والمؤلف يرى أن الشخص الخلاق هو الذي يهتم بمعالجة قدرات العقل غير الواعي، وهو في متناول الوعي، وهذا السبب هو الذي دفع به إلى تضمين هذا القسم مناقشات حول "الكتاب الصيني للتغيرات"، وحول أوراق اللعب من نوع "التاروت". أما القسم الثاني فقد تناول تاريخاً للأفراد من أصحاب القدرات الخارقة والقادرين، مع الخليفة التاريخية اللازمة لربط الواحد منهم بالآخر. أما القسم الثالث من الكتاب فقد اهتم بالموضوعات: السحر، والمسخ إلى صورة الذئب ونزعته مصّ الدماء، وتاريخ النزعة الروحانية ومشكلة الأشباح والأرواح الشريرة. أما الفصل الأخير من الكتاب "لمحات" فيعود إلى موضوعات التمهيد: المسائل الميتافيزيقية التي تثور من خلال النزعة الغيبية، مشكلة الزمن، وطبيعة "قدرات الإنسان الخفية المستترة".