أنا كارنينا
أنا كارنينا
تحكي هذه الرواية قصة آنا كارنينا المرأة الرائعة الجمال الساحرة، ذات العينين الرماديتين البراقتين، والأهداب المسبلة الكثة، والشفتين النضرتين، والشعر الأسود الفاحم، امرأة تفيض أنوثة ورقة، أوقعت (فرونسكي) في حبائل هواها، فتخلى عن صحبة (كاترين) شقيقة داريا (كيتي). كانت محط إعجاب الجميع رجالًا ونساءً. هي زوجة (أليكسي كارنين) الموظف السامي في الدولة (وزير)، وهو يكبرها بعشرين عامًا. أكسبها زواجها رفعة في المجتمع، فصارت من كبريات سيدات المجتمع في بطرسبرج، لكنها لم تكن سعيدة في زواجها، فزوجها كهل ومشغول عنها دائمًا بأعماله الإدارية وأهدافه الوظيفية. أنجبت منه صبيًّا هو (سيرج) عمره ثماني سنوات، أحبته وتعلقت به كثيرًا. و(آنا) امرأة معشوقة تعلّق بها (فرونسكي)، وشُغِلَ بها عن غيرها من النساء كيتي، وهو على استعداد للتضحية بكل شيء في سبيلها وظيفته، علاقته بأمه.... وهي بذلك عاشقة كانت تعاني خواءً روحيًّا في حبها ملأه الضابط الفارس، فأصبحت زوجة لرجلين (أليكسي كارنين - فرونسكي) وأمًّا لولد شرعي (سيرج)، وطفلة زنا (أنوشكا)؛ لذلك وقعت في حيرة من أمرها فهي تريد الطلاق من (أليكسي كارنين)، ولكنها تريد الاحتفاظ بابنها (سيرج) في الوقت نفسه، وهذا أمر صعب المنال. إنها أمام سراب الحياة ولن يروي ظمأها قربها من (أليكسي كارنين) ولا تعلّقها بـ(فرونسكي). وهي في صراع مع نفسها ومع المجتمع، فمجتمعها يرفض علاقتها بعشيقها ويعدّ ابنتها (أنوشكا) طفلة زنا ويعدها زانية؛ لذلك نبذها الآخرون وعاشت عزلة قاتلة، وحين تخلو إلى ذاتها تعيش صراعًا داخليًّا بين (آنا) الصالحة التي تكبر في زوجها صفات السماح والنبل، فتطلب منه الصفح عنها عندما كانت في حُمّى النفاس، وتذكر نفسها فهي الزوجة الشرعية أم (سيرج)، لا (آنا) التي عشقت (فرونسكي)! إنها تحتضر ولا تحتاج إلى شيء سوى الغفران، وعندما تشفى من مرضها تعود (آنا) الأخرى عشيقة (فرونسكي) التي لا تقوى على فراقه ولا على الاقتراب من زوجها (أليكسي كارنين). و(آنا) أنثى حين تحب تريد أن تمتلك رجلها فتغار عليه، والغيرة الشديدة مرض قاتل. لقد أدركت هذه الدرجة من الغيرة، فظنت أن (فرونسكي) تحوّل عنها إلى سواها ولم تعد أثيرة لديه، لذلك صارت يائسة ولا سبيل لها إلى الخلاص من ذلك إلا بالموت.