كان إيميل برييه، أستاذُ كرسي تاريخِ الفلسفة في جامعة السوربون والأكاديميُّ المعروف، غير راض عن انتشار التحمس لفنومنولوجيا الإدراك ( دار غاليمار، 1945) ، مدوّنة ميرلوبونتي الكبرى التي أعادت وضعَ التجربة الحسيّة في مركز الاهتمام على حساب العقلانياتِ الكلاسيكية التي فقدت اشعاعَها على وقع النتائجِ التي أفرزتها الحربان العالميتان.
ويظهر بوضوحٍ أنّ برهاير كان غير راض [أيضا ]عن هذا الأسلوبِ الفلسفيّ الجديد ، الذي يعتمد في الوقت ذاته على فنومنولوجيا هوسرل ، وعلى التجربة الإكلينيكية لأخصائيي علم النفس المرضيِّ ، وعلى وصفِ الأدباء المتقن والدقيق. ويُلخّصُ اعتراضُه في قوله لـ ميرلوبنتي : ” إن فلسفتك تقودُ إلى الرواية. “